للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكم من رجالٍ قد علت شرفاتها … رجال فزالوا والجبال جبال

قال ابن الربيب: ويُحكى عنه أنه لما احتضر قال: يا ليتني لم أخلق، وليتني إذ خُلقت لم أنطق، وليتني إذ نطقتُ لم أنطق بما لا أدري، هل هو لي أو عليَّ.

وله وصيةٌ حسنةٌ عند وفاته، شاهدة له بالخير.

قال: ولما نُفي الشرف ابن عُنَين من دمشق، انتهى به التغرب إلى صدر الشرف، فحضر مجلس الإمام وهو يعظ على المنبر، فجاءت يمامة أمام جارح، فدخلت في كم الإمام، فتعجب الناس لذلك، فارتجل ابن عُنَين قوله: شعر

جاءت سليمان الزَّمان يمامةٌ … والموت يلمع من جناحي خاطف

من أعلم الورقاء أن جنابكم … حرمٌ وأنك ملجأٌ للخائف

قال: وكان قد سبق له الكلام مع الإمام، وهربه من بلده وتغرُّبه، وما جرى له مع الملك المعظم صاحب دمشق، ومع أرباب دولته، فلما أنشد ابن عنين البيتين استحسن الإمام مقصده، وفهم ما أدمجه في شعره، وقال له: إن شعرك ليتعلق بالعنان، فقال: سما بأن ذُكر فيه فخر الزمان، ثم إن ابن عنين اجتمع به بعد ذلك، فقال له الإمام: أيها المحسن ما يغنيك؟ فقال: الرجوع إلى وطني، وهو في هذا الوقت غير ممكن، لأن المالكين له لا يشتهون رجوعي ولا يختارون قربي، وقد قلت في ذلك: شعر

ونعم صدقْتَ دمشق جنة … هذه الدنيا ولكن الجحيم في ذلي (١)

لا الرافضي (٢) الحلبي ينفذ حكمه … فيها عليَّ ولا العواني الموصلي


(١) في الأصل: الذلي، ولعل المثبت هو الصواب.
(٢) في الوافي بالوفيات: (٥/ ٨٤): لا الدائص.

<<  <  ج: ص:  >  >>