من كل غادٍ على يمناه مستلما … وكل صاد إلى نعماه ملتمسا
مؤيَّدٌ لو رمى نجما لأثبته … ولو دعا أفقًا لبَّى وما احتبسا
تا الله إن الذي ترجى السعودَ له … ما جال في خلدٍ يومًا ولا هجسا
إمارة يحمل المقدار رايتها … ودولة عزّها يستصحب القعسا
يبدي النهار بها من نوره قبسا … ويطلع الليل من ظلمائها لعسا
ماضي العزائم والأيام قد نكلت … طلق المحيا ووجه الدهر قد عبسا
كأنه البدر والعلياء هالته … تحف من حوله شهب القنا حرسا
تدبيره وسع الدنيا وما وسعت … وعرف معروفه أسا العِدى وأسا
قامت على العدل والإحسان دولته … وأنشرت من وجوه الجود ما رُئسا
مباركٌ هديه بادٍ سكينته … ما قام إلا بحسناه ولا جلسا
قد نوَّر الله بالتقوى بصيرته … فما يبالي طروق الخطب ملتبسا
يرى العصاة وراش الطائرين فقل … في الليث مفترسا والغيث مرتجسا
ولم يغادر على سهل ولا جبلٍ … حيًا لقاحًا إذا وافيته بخسا
فرب أصيد لا تلقى به صيدًا … ورب أشوس لا تلقى له شوسا
وهي قصيدة مطولة، طنانة، غريبة في نوعها، لطيف منزعها.
قال أبو الحسن ابن سعيد، وقد ذكر هذه القصيدة: أنها عارضها جمع الشعراء بالمغرب حين نظمها الأبار، فكانوا ما بين مُخطئ ومحروم، وأغري الناس بحفظها إغراء بني تغلب بقصيدة عمرو بن كلثوم.
قال: وأنشدني الأبار لنفسه، قوله أيضًا: شعر