سرعان ما عاث جيش الكفر واحربا … عيث الدبا في مغانيها التي كنسا
وابتز بزتها مما تحيفها … تحيف الأسد الضاري بما اختلسا
فأي عيشٍ جنيناه بها خَضِرا … وأي غصنٍ جنيناه بها سلسا
محا محاسنها طاغ أتيح لها … ما نام عن هضمها حينًا ولا نعسا
ورجَّ أرجاءها لما أحاط بها … وغادر الشم من أعلامها خنسا
خلا له الجو فامتدت يداه إلى … إدراك ما لم تنل رجلاه مختلسا
وأكثر الزعم بالتثليث منفردًا … ولو رأى آية التوحيد ما نبسا
صل حبلها أيها المولى الرحيم فما … أبقى المراس لها حبلا ولا مرسا
وأحي ما طمست منها العداة كما … أحييت من دعوة المهدي ما طمسا
أيام سِرْتَ لنصر الحق مستبقًا … وبتَّ من نور ذاك الهدي مقتبسا
وقمت فيها لأمر الله منتصرًا … كالصارم اهتزَّ أو كالعارض انبجسا
تمحو الذي كتب التجسيم من ظلمٍ … والصبح ماحيةٌ أنواره الغلسا
ويقتضي الملك الجبار مهجته … يوم الوغى لا ترقب الخلسا
هذي رسائلها تدعوك من كتبٍ … وأنت أفضل مرجوٍ لمن يئسا
وافتك جارية بالنجح راجيةً … منك الأمير الرضى والسيد الندُسا
خاضت خضارة تعليها وتخفضها … عناية وتعاني اللين والشرسا
وربما سبحت والريح عاثيةٌ … كما طلبت بأقصى خدِّه الفَرسا
تؤم بحي ابن عبد الواحد بن … أبي حفص مقبلة من تربه القدسا
ملكٌ تقلدت الأملاك طاعته … لينا ودينًا تغشّاها الرضى لُبَسا