يا حبذا لحديقةٍ دولابُ … سكنت إلى حركاته الألباب
غَنَّى ولم يُطرب وسقى وهو لم … يشرب ومنه العود والأكواب
لو يدَّعي لطف الهواء أو الهوى … ما كنت في تصديقه أرتاب
وكأنه بنثاره ومداره … فلك كواكبه بها أذناب
وله أيضًا قوله: شعر
لقد غضبت حتى على السمط نخوةً … فلم تتقلَّد غير مبسمها سَمِطا
وأنكرت الشَّيب الملم بلمَّتي … ومن عرف الأيَّام لم ينكر الوخْطا
وله أيضًا قوله في الخسوف بيتين:
عجبت من الخسوف وكيف أودى … ببدر التم لماع الضياء
كمرآة جلاها الصقل حتَّى … أنارت ثم ردَّت في غشاء
ومن قصيدته التي أولها قوله: جمعت للناس بين الورد والصدر، منها:
ولم تدع كرمًا حتى أتيت به … تضيف مبتدعًا منه لمبتدع
لما وليت جمعت الخير أجمعه … عليهم فبدوا في أجمل الخلع
وحسب جودك ما أولاه جودك من … رفع الدعاء له في كل مجتمع
لله أيامك استوفت محاسنها … فلا مزيَّة للأعياد والجمع
دامت مساعيك والأقدار تسعدها … تولي المساجد إنصافًا من البيع
وفضائله جليلة كثيرة، وموادُّه غزيرة، متفننٌ في الفضائل، ملحق بالأماثل من الأوائل، جار ذيل البلاغة على سحبان وائل.
قال ابن سعيد: إلا أن أخلاقه لم تعنه على الوفاء بأسباب الخدمة، فقلَّصت عنه تلك النعمة، وأُحزَّ عن تلك الغاية، وارتحل إلى دار بجاية.