للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يا حبذا لحديقةٍ دولابُ … سكنت إلى حركاته الألباب

غَنَّى ولم يُطرب وسقى وهو لم … يشرب ومنه العود والأكواب

لو يدَّعي لطف الهواء أو الهوى … ما كنت في تصديقه أرتاب

وكأنه بنثاره ومداره … فلك كواكبه بها أذناب

وله أيضًا قوله: شعر

لقد غضبت حتى على السمط نخوةً … فلم تتقلَّد غير مبسمها سَمِطا

وأنكرت الشَّيب الملم بلمَّتي … ومن عرف الأيَّام لم ينكر الوخْطا

وله أيضًا قوله في الخسوف بيتين:

عجبت من الخسوف وكيف أودى … ببدر التم لماع الضياء

كمرآة جلاها الصقل حتَّى … أنارت ثم ردَّت في غشاء

ومن قصيدته التي أولها قوله: جمعت للناس بين الورد والصدر، منها:

ولم تدع كرمًا حتى أتيت به … تضيف مبتدعًا منه لمبتدع

لما وليت جمعت الخير أجمعه … عليهم فبدوا في أجمل الخلع

وحسب جودك ما أولاه جودك من … رفع الدعاء له في كل مجتمع

لله أيامك استوفت محاسنها … فلا مزيَّة للأعياد والجمع

دامت مساعيك والأقدار تسعدها … تولي المساجد إنصافًا من البيع

وفضائله جليلة كثيرة، وموادُّه غزيرة، متفننٌ في الفضائل، ملحق بالأماثل من الأوائل، جار ذيل البلاغة على سحبان وائل.

قال ابن سعيد: إلا أن أخلاقه لم تعنه على الوفاء بأسباب الخدمة، فقلَّصت عنه تلك النعمة، وأُحزَّ عن تلك الغاية، وارتحل إلى دار بجاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>