وما بي سوى أني وثقت بخادعٍ … قرعت على قصدي له سنَّ نادم
ألم يك لي في ما صحَّ لي من تجاربي … وعلمي بالأيام تنبيه حازم
بلى غير أن الحزم يذهب ضائعًا … إذا عالم لاقى به غير عالم
علام وفي رأسي من العزِّ نخوةٌ … أذِل لذي أنف من اللوم راغم
تجاوزت الجوزاء مجدًا وحلَّقَت … تريد العُلا والعزَّ فوق النعائم
إذا جمع الناس الدراهم لم تزل … ترى لذةً تفريقَها للدراهم
إلى كم أمنِّي القلب يقظة ماجدٍ … وأخدعها منها بأحلام نائم
وحتى متى أشتاق سلة صارمٍ … يصول على الأعداء كفٌّ بصارم
أرى الدهر في قلب الحقائق عاملًا … على ضدِّها من فعله المتقادم
أقام أُناسًا يشكرون بلؤمهم … وينجع منهم بالأذى كلُّ ظالم
فأكرَمُ حرٍّ عندهم مثل مادرٍ … وألأَم عبدٍ بينهم مثل حاتم
وذي جسدٍ قد أحرق الهم قلبه … ولكنه لم يرمني بالمآثم
ولا قال أني قد رضيت لهمتي … وديني بشيءٍ فيه عذرٌ للائم
بغى وابتغى لي زلةً كي يشيعها … عليَّ فتنمى بين أهل النمائم
فلم ير لي عيبا يعاب بمثله … كريمٌ سوى فرط اجتناب المحارم
أبت لي أن أرضى بما يغضب العلى … أنَوَّهَ حرٌّ من لدنه لآدم
وهل حسنٌ أن يبتني المجد والدي … وأهدمُه إني إذًا شرُّ هادم
أعاب بأني لا أنافق صاحبي … وأوذى بأني لا أحارب شاتمي
ومعتقدٍ أني أذل لعزه … فلم أره إلا كبعض البهائم