المرء عن فعله مكافى … من حسنٍ كان أو قبيح
من كدَّر الناس لن يصافى … ولم يعش وهو مستريح
وكل من شاء أن يعافى … فلا يدفِّف على جريح
البعد عمَّا يسوء واجب … والجهل في فعله خطر
ولا تقل للأذى مراتب … فليس في الكلِّ محتقر
نظرت جهدي فصحَّ عندي … إنَّا من العيش في غرور
قد ازدحمنا على التردِّي … في هوة الغي والشرور
نرضى بما لا نراه يجدي … من ظاهر اللهو والسرور
لكن قضاء الإله غالب … وليس عن حكمه مفر
يدرك بالقهر كل غالب … والمرء لا يغلب القدر
وشادنٍ فاتنٍ غرير … يسحر بالحسن والدَلال
تنظر من وجهه المنير … للشمس والبدر والهلال
ما دار بالفكر في ضميري … إن اهتدى فيه للضلال
لم يرض عقلي من المطايب … بلذة بعدها سقر
وإنَّ من أجمل المناقب … عفةَ من عفَّ إن قدر
ونقلت من خطه هذه الأبيات، وكان قد أنشدنيها لنفسه، أولها قوله: شعر
مللت من الشكوى إلى غير راحمِ … ولم تر عيني راغبًا في المكارم
وإني لأستحي لنفسي أن أُرَى … ومازلت مخدومًا على باب خادم