للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وما خدع الآمال مما يذلني … لواجد جاهٍ للمروءة عادم

وما زلت في حجر السيادة ناشئًا … وفي العز مذ نيطت علي تمائمي

إذا لم يكن للحرِّ نفسٌ شريفةٌ … تمكَّن من إذلاله كل ظالم

ولكنني أنقاد حيث يقودني … محاسن أخلاق الرجال الأكارم

وله نوادر ظريفة؛ حكى قال: كنت أجلس دائمًا فوق الصدر سليمان المالكي، فجاء مرة بمجلس قاضي القضاة ابن مخلوف المالكي، فجلس من فوقي، فقلت لقاضي القضاة: قال ابن شاس: إن مالك، ، كره طول اللحية جدًا، وصفٌ للكراهة أو اللحية؟ وكان الصدر طويل اللحية، فقام من المجلس.

وقال له مرة: أنت من أي بلد؟ فقال: من شبرا مرّيق، قال فقلت له: بلدة مليحة هي؟ فقال: ما فيها أكثر من الشعير، فقلت: لأجل هذا أخذت في وجهك مخلاة.

وطلبوه مرة ليرسل رسولًا إلى العراق، فجلس مع الفتح يشكو له، فقال: يا صدر الدين، ما أوقعك في هذه الخرية إلا هذه الدّقن، فتوجه الصدر رسولًا، ثم حضر، فقال له الفتح: أي شيء غنمت في هذه السفرة؟ قال: كبرت لحيتي، فقال له: هذه الغنيمة الباردة، وجمع من هذه كراسة وسماها: نتف الفضيلة في اللحية الطويلة (١).

وقال له الفخر الأحدب المعروف بابن القابلة: كان والدي يدعو الله أن يرزقه ولدًا نجيبًا، فقال: لا جرم أنك جئت بُخيتًا.

وكان حَسَن المحاضرة، مليح المحاورة، يصلح لمنادمة ظرفاء الملوك، ومؤانسة الصعلوك.

توفي في ليلة تسفر عن ثالث عشر جمادى الأولى، سنة خمس وعشرين وسبع مئة.


(١) قال الصفدي: لو قال: نتف الفضيلة في نتف اللحية الطويلة، لكان ذلك حسنًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>