وما خدع الآمال مما يذلني … لواجد جاهٍ للمروءة عادم
وما زلت في حجر السيادة ناشئًا … وفي العز مذ نيطت علي تمائمي
إذا لم يكن للحرِّ نفسٌ شريفةٌ … تمكَّن من إذلاله كل ظالم
ولكنني أنقاد حيث يقودني … محاسن أخلاق الرجال الأكارم
وله نوادر ظريفة؛ حكى قال: كنت أجلس دائمًا فوق الصدر سليمان المالكي، فجاء مرة بمجلس قاضي القضاة ابن مخلوف المالكي، فجلس من فوقي، فقلت لقاضي القضاة: قال ابن شاس: إن مالك، ﵀، كره طول اللحية جدًا، وصفٌ للكراهة أو اللحية؟ وكان الصدر طويل اللحية، فقام من المجلس.
وقال له مرة: أنت من أي بلد؟ فقال: من شبرا مرّيق، قال فقلت له: بلدة مليحة هي؟ فقال: ما فيها أكثر من الشعير، فقلت: لأجل هذا أخذت في وجهك مخلاة.
وطلبوه مرة ليرسل رسولًا إلى العراق، فجلس مع الفتح يشكو له، فقال: يا صدر الدين، ما أوقعك في هذه الخرية إلا هذه الدّقن، فتوجه الصدر رسولًا، ثم حضر، فقال له الفتح: أي شيء غنمت في هذه السفرة؟ قال: كبرت لحيتي، فقال له: هذه الغنيمة الباردة، وجمع من هذه كراسة وسماها: نتف الفضيلة في اللحية الطويلة (١).
وقال له الفخر الأحدب المعروف بابن القابلة: كان والدي يدعو الله أن يرزقه ولدًا نجيبًا، فقال: لا جرم أنك جئت بُخيتًا.