أما وغرام لا يزال غريمه … يعاملني في صحتي وأعامله
لقد أودعوا قلبي عشية ودَّعوا … حديثا أتتني بالعيون رسائله
ضمنتُ لربَّات الدلال جفاءة … فلما استمرَّ البين بانت دلائله
وأذهل عقلي يوم منعرج اللوى … تحمُّل سرب لم تعرِّج عقائله
يسير وقلبي في يد الشوق عنده … أسيرٌ تعاديه النوى وتعادله
وأحْوَر ساجي المقلتين كأنما … بجفنيه ما يحوي من السحر بابله
أريقت شمول الحسن في صحن خدِّه … فراقت معانيه ورقَّت شمائله
تقسَّم فيه بالسواء جماله … فلم يتحاسد خاله وخلاخله
قضيبٌ سقى ريحان بهجته الصبَّا … وغنَّت بأنداء النعيم خمائله
يقدُّ فؤادي قدُّه واعتداله … ويضعف صبري لينه وتمايله
يكلفني صبرا على شدة النوى … عشيّة زمت للرواح رواحله
منها في المدح قوله:
وسائلة ما سوَّغ العيش بعدما … تقضت شفاعات الصِّبا ورسائله
فقلت عطاءَ الأفضل الملك الذي … تزايد حتى أخجل النيل نائله
سحابٌ من المعروف والبشر برقه … ومن غلس الإحسان والعدل وابله
يطبِّق أطباق البسيطة قطره … إذا ضاق هامي الغيث عنها وهامله
كَفَتْنَا جنايات الحوادث كفه … وقامت بأرزاق الأنام أنامله
جواد ينال الخلق غامرَ طوله … ويعجز عن عليائه من يطاوله