تُغِيرُ على أمواله خيل جوده … ببذلٍ تصيب الآملين مخائله
توحَّد إلا من جميل صفاته … وأعزب حتى لم يجد من يماثله
ولما رأى الأوصاف تقصر دونه … وأن ليس يحصى فضله وفضائله
تجلَّى لنا إحسانه عن جلاله … فأفهمنا أن لا نظير يشاكله
بسيف بلأ لاء البهاء فريده … فيشرق منه دسته ومحافله
له بهجةٌ تغشي العيون كأنما … تقابل قرن الشمس حين يقابله
تعزُّ ملوك الأرض حين تطيعه … ويدنو إليها الحين حين تقابله
تسهَّل صعب الأمر همته فلو … أراد سهيلا لم يفته تناوله
تعوَّد نصر الله في كل موقفٍ … فعاجله وقف عليه وآجله
ومنتصِرٍ بالله تحيا بنصره … فرائضه في خلقه ونوافله
حمى بيضة الإسلام بالبيض والقنا … فصينت رعاياه وعزَّت معاقله
ومدَّ على الإسلام من ظلِّ عدله … رِواق أمانٍ سائغ الذَّيل سابِلُه
صَفَت لذَّة الدنيا لنا عند مالك … يعمُّ الورى إحسانه وفواضله
وباتت عيون الحزم والعزم والنهى … تخادعه عن نومه وتخاتله
يدبِّر ملك الأرض شرقا ومغربًا … برأيٍ كفاه خجلة النَّقص قابله
ومنها أيضًا:
كفى شرفًا للنيل أنك جاره … وأنَّ قصورًا أنت فيها سواحله
وأنك تهديه إلى طرق النَّدى … فيفعل فيها مثل ما أنت فاعله