حتى وريتُ من التأسف بعده … نارًا دموعي الحمر من جمراتها
فمن المحال خفاء أسرار الهوى … والدَّمع من رُقبائها ووُشاتها
ومنها في المدح قوله: شعر
ما زلت أنظر طيب ذكرك عنبرًا … أرجًا خلال الدُّر من خالاتها
حتى إذا نشر الصباح رداءه … عن مثل نشر المسك من نفحاتها
وتمثّلت عقدًا تود كواكب … الجوزاء لو عقدته في لبَّاتها
أعددتها للقاء مجدك منحةً … أدعو بها وأنال من بركاتها
ومدائح الكرماء خير وسيلة … شفعت نهى الآمال في حاجاتها
وأحقها بالنُّجْح مدحك إنه … للنَّفس عند الله من قرباتها
وله يمدحه أيضًا قوله: شعر
نصحت ولكن غيُّه عنك شاغله … وهيهات يهدي ذاهب العقل ذاهله
هوىً عقد التبريح صفقته فمن … يقابله فيها بما أنت قابله
فدعه ووجدًا ساررته شجونه … ووسواس شوقٍ أسعرته بلابله
فقد فَقَد الصبر الجميل وساقه … إلى حتفه غَيُّ التصابي وباطله
رمى الحبُّ بالأشواق حبَّة قلبه … فطاح وقد أصمى الرمية نابله
أعاذله عنَّفته غير عادلٍ … فحسبك منه ذائب الجسم ذابله
فإن كنت مرتابا بما في فؤاده … فذا الدَّمع سائله لم احمرَّ سائله
ففي دمه الجاري من العين آيةٌ … تدلّ على أن قد أصيبت مقاتله