وحكاياته في مثل ذلك كثيرة، والله تعالى يعلم العلانية والسريرة.
وله نظم، حدث بشيء منه.
أنشدنا الشيخ أثير الدين أبو حيان، أنشدني كيدغدي بن عبد الله (١)، أنشدني الجعبري لنفسه، وهو قوله ﵁ وعفا عنه:
وأفاضل الناس الكرام أبوة … وفتوة ممن أحب وتاها
عشقوا الجمال مجردًا بمجرّد … الروح الزكية عشق من زكّاها
متجردين عن الطباع ولؤمها … متلبسين عفافها وتقاها
كتمثل الروح الأمين لدحية … إذ باليتيم له تمثل طه
وهما هما في مجتلى دار العلى … فوق الملا متوطنان علاها
هذا هو العجب العجيب لآهلٍ … والغاية القصوى البعيد مداها
لا كالذي يهوى الطباع بطبعه … ومرامه صلصالها وحماها
ويظن جهلا أن تلك محبة … بل شهوة داعي الهموم دعاها
فلإن تألف فانيًا كتألف الأنعام … ما عكفت على مرعاها
بل هم أضلُّ لأنهم جعلوا لهم … في الحب أبناءَ التقى أشباها
قاموا على أحوالهم أحوالهم … سحقًا لأنفسهم فما أشقاها
روض وروث هل يخير روثة … بشرٌ وأهمل روضةً وشذاها
(١) ترجمه ابن حجر في الدرر الكامنة: (٣/ ٢٧٠) وقال: توفي سنة ٧٤٢ هـ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute