للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلندلي (١) حلقوا حاجبًا … منه كنون الخط من كاتب

سلطان حسن زاد في عدله … فاختار أن يبقى بلا حاجب

وله:

وقائلٍ قال لي لما رأى قلقي … من انتظاري لآمالٍ تمنينا

عواقب الصّبر في ما قال أكثرهم … محمودةٌ قلت أخشى أن تعنَّينا

وله:

يا نازح الطيف من نومي يعاودني … فقد بكيتُ لفقد النازحين دما

أوجبتَ غسلًا على عيني بأدمعها … وكيف وهي التي لم تبلغ الحلما

وله نوادر؛ كان له صهرٌ، فتخاصم مع شخص نُقْلي، فتبسَّط النُّقْلِي فيه وخنقه، فقال الناس للنُّقلي: الساعة تتضرر، فإن هذا صهر السراج وهو صاحب الخياط والي القاهرة، فأخذ النُّقْلِي قفة وملأها قلوبات من الفستق واللوز والبندق والجوز، واستأذن على الوالي، وحكى له القصة، وجعل القفة في بادهنج (٢) دار الوالي، فجاء الوراق محرجًا، وشكاه للوالي، وذكر ما فعله بصهره، فقال له الوالي: ما بلغني إلا أن صهرك هو الذي خنق النُّقْلِي، فقال السراج صهري قصير، والنُّقْلِي طويل سمين، فقال الوالي: ما


(١) القلندلية أو القرندرية: طائفة صوفية كانت تحلق كل شعر الوجه والرأس، وقد يسمون أنفسهم ملامتية، وحقيقتهم كما ذكر المقريزي: أنهم طرحوا التقيد بآداب المجالسات والمخاطبات، وقلَّت أعمالهم من الصوم والصلاة إلّا الفرائض، ولم يبالوا بتناول شيء من اللذات المباحة، واقتصروا على رعاية الرخصة. انظر المواعظ والاعتبار: (٤/ ٣١١ - ٣١٢).
(٢) البادهنج: كلمة فارسية، تسمى باللهجة العراقية الآن: بادكير، وهي ملقف الهواء للتبريد كما هو موجود في جامع الصالح طلائع، الذي هو أقدم ملقف على حاله الأصلية، يليه ملقف المدرسة الكاملية، ثم ملقف خانقاه بيبرس الجاشنكير، ومن الكتب التي ألفت في هذا المجال، كتاب: تحفة الأحباب في نصب البادهنج والمحراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>