وقال الكاملي: أنشدني لنفسه قوله: شعر
أأوطاننا هل لي إليك ميمّمٌ … وهل لركابي في هواك مخيم
تجهّمتني حتى احتويتك ثم قد … رمى بي إليك الحادث المتجهِّم
فما عنك لي مستوفزٌ متزحزحٌ … ولا فيك لي مستوطن متلوِّم
وفيَّ على هذا وذاك بقية … يُصان بها العرض الصحيح المسلم
فلا يطمعن في ماء وجهي طامع … فأهون عندي من إراقته الدَّم
فأما انثنت عني الخطوب مهابة … وذلك تقديري الذي أتوهَّم
وأما تراخت بالقضاء معونتي … فموتيَ مستورًا أعفّ وأكرم
سألبس من حسن اليقين مفاضةً … تردُّ حسام الدهر وهو مثلّم
وقوله: يرثي عيسى بن أحمد بن عرَّام الأسواني، بقصيدة قوله:
من يصاحب هذا الزمان … يكن نصب الأرزاء والأسقام
ليس ينفك من فراق حبيب … ينكأ القلب أو لقاء حمام
وإذا سرَّه بيوم رضاعٍ … ساءه بعده بعام فطام
لو تخطّت صروف دهر كريمًا … لتخطت فتى بني عرَّام
علمًا في العلوم بحرَ عطاء … طود حلم حسام رأي اعْترام
لم تزل واحد الروية والمقدار … حتى حلَلْتَ دار المقام
وقال يرثي القاضي الرشيد إبراهيم بن الزبير الأسواني، بقوله:
يا مزن ذا جدَثُ الرشيد فقف معي … نسفح بساحته مزاد الأدمعِ