وامسح بأردان الصبا أردانه … كيلا تلم به شحوب البلقع
فبودِّ نفسي لو سقيت ترابه … دمَ مهجتي ودفنته بالأضلع
يا قبر إبراهيم بل يا تربة … الإحسان طُرًا والتكرم أجمع
عكفت عليك مراحم كفلت لمن … واريت جملته ببردِ المضجع
وتنفَّستْ فيك الصبا مفتوقة … بنسيم مسك رياضها المتضوع
ولقد جمعت من المكارم والحجى … والبر والآلاء ما لم يجمعِ
أو ما عجبتُ لطود عز بادخٍ … مستودعٍ في ذي الثلاث الأذرع
ولجدَّ من وطئ الكواكب راقيًا … كيف ارتضى من بعدها باليرمع
هيهات أي الناس لم يعت الرَّدى … فيهم وأيُّ الشمل لم يتصدَّع
يا ابن الزبير وفيك أعظمُ عبرة … لشجٍّ وأكبر أسوة لمفجّع
صُمَّت مسامع عارف بك لم يُصخ … لمواعظ الأيام فيك ولم يع
ولقد وقفت على ربوعك شاكيًا … وبها الذي بي من جوىً وتوجُّع
فحمدتُ طرفي كيف أنجدني بها … وذممت قلبي كيف لم يتقطع
وذكرت مزدحم الوفود ببابها … في كلِّ حين وفادةٍ أو مطمع
صبرًا سليليه الغداة وحسبةً … فالصبر أجمل حالة في مجمع
إن لم يكن لكما على ما نابكم … طبع الجليد فعادة المتطبِّع
وهي قصيدة جمعت إلى الطّول حسن الطوْل.
وأورد ابن سعيد له مما كتب لابن عم له، لم ينصفه في السلام، قوله: شعر
خفِّض عليك فما لي عنك منصرف … إن لم يكن بي غنًا عنكم فبي ظلفُ