أغنوا عن القطر منهَّلًا وحين مضوا … أبقوا لنا سيرا تغني عن القطر
من كل ندْبٍ كأن التاج مكتنفًا … جبينه هالةٌ دارت على قمر
إذا تأملته والسيف في يده … رأيت أمضى من الصمصامة الذَّكر
إني ومدح هلال الدولة بن حسام الدين … الدين الملك بالوصف للآباء والأثر
مُهْدٍ من الجهل أبرادًا إلى عدن … وجالبٌ سفها تمرًا إلى هجر
في ذكر سؤدده عن ذكر محتده … مغنٍ لمثن وليس العين كالخبر
وهل يقال بأن الشمس مشرقةٌ … طبعًا وأن الندى من شيمة المطر
من لي بشكرك أم من للأنام به … يا منقذي بعد موتي من أذى الحفر
وددت أعضاء جسمي عُدْنَ ألسنة … تثنى بشكرك حتى السمع والبصر
وقال الكِبْرانيّ: أنشدني لنفسه قوله: شعر
قسما لقد حُمّلت ما لم أحمل … ورُميت بالأمر الذي لم أفعل
وتوصَّل الساعي بألطف سعيه … متسبِّبًا حتى رماني من علِ
من منقذي من ورطة الشعر الذي … أصبحت منه بقوص رهن المنزل
لا أستطيع إقامةً فيها ولا … متمكنًا من رحلة وتنقل
يا نفس صبرًا واحتسابًا إنها … غمرات أيام تمرُّ وتنجلي
لا تيأسي من روح ربك واحذري … أن تستقري بالقنوط فتخذلِ
في الله هَلكُك إن هلكت حميدةً … وعليه أجرُك فاصبري وتوكَّلي (١)
(١) في الطالع السعيد: (ص ٤١٠) وقع تقديم وتأخير بين هذين البيتين الأخيرين.