عزيز وجيز لفظه الجزل جامعٌ … بدائع أعيت ناطق القل والكثر
حبيبٌ نجيب من سلالة هاشم … وعبد مناف من قصي ومن فهر
لمولده نيران فارسَ أخمدت … وإيوان كسرى ناله الصدع بالكسر
وصارت له شهُبُ السماء ثواقبًا … تريد مريد الجن بالذل والذعر
وهي طويلة، ذكر فيها جملة من معجزاته ﷺ.
وسأله شيخنا أثير الدين أبو حيان أن يشارك الجماعة في نظم القصيدة الزائية التي نظموا فيها، وكان الشيخ متوجهًا إلى الحجاز، فودَّعه، ورجع ونظم هذه القصيدة، أولها قوله: شعر
ليهنك خير الدهر ما نلت ناجزًا … بحجك مبرورًا وعودك فائزا
حججت إلى أم القرى تبتغي القِرى … تجوب إليها بِيدَها والمفاوزا
فلبيت إذ نوديت حجًا وعمرة … فطفت ببيت الله سبعًا نواجزا
وفزت بصفو العيش في مروة الصفا … وفي الخيف أمن الخوف أصبحت جائزا
وفي عرفات قد منحت عوارفًا … فكمَّلت مفروضا حباك الجوائزا
ويمّمت روضات الجنان بطيبة … فتمَّمت بالتسكين ما كنت عائزا
وعاودت أوطانًا لبيتك أوحِشَت … فألبستها أنسًا بوصلك آرزا
فعش سالمًا في ظل فضلك وارثًا … لتحيي دروس العلم مادمت بارزا
وتجلي عروس النظم في حلل الرضى … بأمرك والشطرنج يتلو الغرائزا
وبعد فإني قد نظمت قلائدًا … وإن كنت عن شأو المجلين عاجزا
ورصَّعت فيها من جواهر حكمة … مقاطعها فصلتها فيه لاغزا