وخيف منى والمازمين ملبِّيًا … ونيل منى بالموقفين وبالنفر
وبالرمي ثم الحلق غير مقصر … لأُكسى الرضا من مجمل الستر والستر
أميس به عند الطواف وأنثني … لتكمل حجي راميًا نسك الجمر
وأنفر للبيت العتيق مودّعا … وداع محبٍّ واله القلب مضطر
أخلِّف نفسي والحشاشة راحلًا … دموع عيوني كالعيون إذا تجري
أروح بلا روح أجاور جيرتي … برسم حياتي إذ أمرُّ إلى مرّ
لأحيي برشفي من شراب رضابه … ولثمي برسمي باسم الدرِّ في الثغر
وضمي لعزمي صدر مغناه صادرًا … إلى مورد الصفراء ذي الرفرف الخضر
أسير إلى وادي العقيق مؤمِّلا … زيارة خير الأرض من روضة القبر
جناب الندى والفضل والحلم والتُّقى … وباب الهدى والعدل والعلم والبرّ
وصفوة خلق الله شرقًا ومغربًا … سماءً وأرضًا وهو في العلم والذر
محمد المهدي إلى خير أمة … به وضع الأغلال عنها مع الإصر
نبي الهدي والعاقب الحاشر الذي … به ختم الله النبوة في الدهر
نبيٌّ زكيٌّ كامل الوصف عادل … مناقبه جلت عن الحد والحصر
تقي نقي ليس في الكون مثله … سنا نوره يربو على الشمس والبدر
صفيٌّ وفيٌّ حاز خلقًا معظمًا … كما جاء بالتنزيل في محكم الذكر
شفيعٌ رفيعٌ قدره عند ربه … وسيلته في الحشر من أعظم الذخر
جليل خليل للإله مفضَّل … على الخلق من بيض وسود ومن حمر
إمامٌ همامٌ سيدٌ متواضعٌ … سليمٌ من الأهواء والعُجْب والكبر