تألّفتها حتى استراضت فأصبحت … أوانس درٍّ خاضعات بَوَارزا
غرائب أبدى العقل فيها لطائفًا … يضيق نطاق الحصر عنها مجاوزا
جنود وفرسان تحارب مثلها … يرى الخصم أكل الخصم حلا وجائزا
تصف بأرض من أديم مخطط … تبوأ منها كل صف مراكزا
مقسمة بالقسط والعدل أربعًا … وستين بيتا قسمها ليس ضائزا
جيوش بلا جاس وأبطال باطل … مقانب حرب قد برزن نواهزا
فسمرٌ كجيش فانيات فواتك … وحمرٌ كأتراك صددن نواشزا
تزيِّن منها كل خد ووجنة … بخال وأوضاح تصيد المبارزا
إذا ما مررت الدهر وافيت معشرًا … عكوفًا على الأصنام منها رواكزا
هي النفس إن دبَّرتها عزَّ فقرها … ونلت بها أيدًا تقيك الهزاهزا
وإن أهملت جارت عليك بحكمها … فأودعت القلب الجوى والحزائزا
فصنها عن التفنيد واللعب الذي … يحلل معنَّى للمكاره كالزا
فخذها أثير الدين رحلة دهره … إمام الورى لازلتَ للفضل مارزا
عروسًا أتت من غير مهر ودعوة … إلى الشيخ تقفو صبية وعجائزا
وأبياتها خمس وسبعون يُسّرت … بها الحسن والإحسان قد ظل راكزا
ولو شئت ضاعفت القوافي مكثرًا … وأطنبت في تلك المعاني مُعاوزا
ولكنَّ قصد الفضل أكمل حالة … كما أن خير القول ما كان واجزا
مولده سنة خمس وسبعين وست مئة.