فقال: يا أخَيّ، هذا النمط الذي طال عهدي به وما مطلوبي غيره، فزدني منه، واحتمل تثقيلي عليك، قال: فأنشدته: شعر
يكفيك منِّي دمع بالحمى وكفى … ووقفة فيه أنستْ كلَّ من وقفا
وحاجة في ضميري لا أبوح بها … إليك ولو أفنيتني أسفا
يا مسعدي حين لا خلٌّ يساعدني … وناشرًا لي من آي الهوى صحفا
وذاكرًا ليَ من أيام كاظمةٍ … مغنىً به مال غصن البان وانعطفا
هذي معاهد من قد كنت أألفه … نقف بها نذكر العهد الذي سلفا
واشفِ اللواحظَ من أفق عهدت به … بدرًا تولى وخلَّى عندي الكلفا
فقال: ما يقع الإمتاع ببعضنا في هذا المكان، فإذا كان مثل اليوم وجدت سبيلا والموعد طلوع الشمس، قال: فاجتمعنا في ذلك المكان، وسرت معه إلى منظرة على نهر الصَّراة، زخرفت بأنواع الرياحين والأزهار، ولم يقدم شيئًا على أن أخذ القانون وغنَّى بهذه الأبيات، وهي قوله: شعر
خليليّ ما أحلى صبوحي بدجْلة … وأطيب منه في الصَّراة غبوقي
شربت على الماءين من ماء كرمة … فكانا كدرٍّ ذائب وعقيق
على قمري أفق وأرض تقابلا … فمن شائق حلو الهوى ومشوق
فما زلت أسقيه وأشرب ريقه … وما زال يسقيني ويشرب ريقي
وقلت لبدر التمِّ تعرف ذا الفتى … فقال نعم هذا أخي وشقيقي
فطرق أذني من حُسن الصوت والصّنعة ما لم أملك معه إظهار ما في الخاطر، قال: