وأراك تعزم ثم ترجع … نادمًا كالمستريب
كذبتك نفسك ليس ذلك … باليسير ولا القريب
فألح أن يعرف قائلها، فقلت: هي لي، فقال: إن كانت لك فشفِّعها بما يعضدها، ويقرب الشهادة لك بها، قال فأنشدته قولي:
قلت للمحبوب كم صلف … قال كم حب وكم شغف
أنا لا ألوي على كلف … فاسترح من هذه الكُلف
كل ذي قلب غدا كلفًا … فيه حتى البدر في كلف
ما انثنى عن لحظ مقلته … ناظر إلا أخو دنف
لا تلمه إن رمى كبدي … فغدت منه على تلف
مقلتي خديه قد جَرَحت … أتراه غير منتصف
فارتاح، وقال: زدني زادك الله خيرًا، فهذا الذي يميل إليه سمعي، وعلى مثله يقبل طبعي، فأنشدته قولي:
طال الوقوف برسم الدار يا حادي … فهل عسى خبرٌ من جانب الوادي
عرِّج بمنعرج الوادي لعلَّ به … منهم شفاءً لقلبي الهائم الصادي
فإن بدت لك أعلام لكاظمةٍ … فناد هل عودة في ذلك النادي
يا من يحدثني عن من أهيم به … كرر حديثك لي ما بين حُسَّادي
لي بالهوى نشوةٌ لا يستقل بها … ساقي المدام ولم ينهض بها الشادي
لله أيامنا في أنسهم سلفت … كأنما خلقت أيام أعياد