إذا العزيمة عن فرط الغرام ثنت … قلبًا تثنَّى لها غصن فيثنيها
ريم إذا جليت حينًا لواحظه … للنفس تجنى بخدّيه فتجنيها
جناية طرفه المحور جانيها … وآس عارضه المخضر آسيها
تقبل الكأس خجلى كلما شرعت … في ماء فيه وقاسته بما فيها
أشتاق عيشي بها قدمًا ويُذْكِرني … أيامي السود بيضًا من لياليها
ونحن في جنّة لا ذاق ساكنها … بأسًا ولا عرفت بؤسًا مغانيها
سماء دوح تردُّ الشمس صاغرة … عنا وتبدي نجومًا في نواحيها
ترى البدور بها في كل ناحية … ممدودةً للنجوم الزُّهر أيديها
إذا الغصون هززناها لنيل جنىً … صارت كواكبها حصباء أرضيها
من كل صفراء مثل الماء يانعة … تخالها جمر نارٍ في تلظّيها
لذيذة الطعم تحلو عند آكلها … بهية اللون تجلا عند رائيها
يا ليت شعري على بعد أذاكرني … عصابة لست طول الدهر ناسيها
عندي أحاديث وجد بَعد بُعدهم … أظلّ أجحدها والعين ترويها
كم لي بها صاحب عندي له نعمٌ … كثيرةٌ وأيادٍ ما أؤدّيها
فارقته غير مختار فصاحبني … صبابة منه تخفيني وأخفيها
رضيت بالكتب بعد القرب فانقطعت … حتى رضيت سلامًا في حواشيها
إن يعلُني غير ذي فضل فلا عجب … يسمو على السابقات الخيل هانيها