من كل أدهم صهَّال له شيةٌ … صفراءُ يسترها طورًا ويبديها
ولا يزال جنين النبت ترضعه … حوامل المزن في أحشاء أرضيها
فما قضى حبه قلبي لنيربها … ولا قضى نحبه ودي لواديها
ولا تسلَّيتُ عن سلسال ربوتها … ولا نسيت مبيتي جار جاريها
فلا شفى الله أشواقي لرؤيتها … إن راق عينيَ شيءٌ بعد فقديها
واهًا لها حين حلَّ الغيث عاطلها … لمَّا بكى واكتسى الأوراق عاريها
وحاك في الأرض صوب المزن مخمله … ينيرها بغواديها ويُسديها
ديباجة لم تدع حسنًا يفوقها … إلَّا أتاه ولا أبقى مُوَشِّيها
ترنو إليك بعين النور ضاحكة … إذ بات عين من الوسمي تبكيها
والدَّوح ربَّى لها ريًا قد اكتملت … شبابها حين ما شابت نواصيها
نشوى تُغني لها ورق الحمام على … أوراقها ويد الأنواء تُسقيها
صفا لها الشرب فاخضرّت أسافلها … حتى صفا الطلّ وابيضت أعاليها
وصفّق النّهر والأغصان قد رقصت … فنقّطته بدُرٍّ من تراقيها
كأنما رقصها أوهى قلائدها … وخانها النظم فانثالت لآليها
وأعين الماء قد أجرت سواقيها … والأعين النجل قد حارت سوافيها
وقابل الغصنَ غصنٌ مثله وشدت … أطيارها فأجابتها قُماريها
فللحاظ وللأسماع ما اقترحت … من وجه شادنها أو صوت شاديها