وأجفاني تسح الدمع سيلًا … به أمسيت في دمعي غريقا
وأنفاسي يصعِّدها زفيري … أعاد الدمع في جفني عقيقا
أشاهد من محاسنكم محيًا … يكاد البدر يشبهه شقيقا
وأصحب من جمالكم خيالًا … فأنَّى سرت يرشدني الطريقا
ومن سلك السبيل إلى حماكم … به بلغ المنى وقضى الحقوقا
يرى نجم الزمان بكم سعيدًا … ومعنى حسنكم معنىً دقيقا
وبدر التم يزهر من سناكم … وشمس جمالكم بزغت شروقا
وروض عبير أرضكم بهارٌ … جرى ذهب الأصيل به خلوقا
حديثي والغرام بكم قديمٌ … وشوقي يزعج القلب المشوقا
وكم لي نحوكم أبدًا سلامٌ … سلوا عنه النسيم أو البروقا
ولي صدق المودة في حماكم … سقى الله الحمى ورعى الصديقا
وله:
وقالوا تقول الشعر قلت أجيده … وأنظمه كالدر راقت عقوده
وأبتكر المعنى البديع بصيغة … تحلَّى بها عطف الكلام وجيده
ويحلو إذا كررت بيت قصيدة … وفي كل بيت منه تزهى قصيده
ولكنني ما شمتُ بارقَ ديمةٍ … ولا عارض فيه ندى أستفيده
فحسبي إلهٌ لا عدمت نواله … وكل نوالٍ يبتديه يعيده