وقالوا صبا بعد المشيب تعللًا … وفي الشيب ما ينهى عن اللهو والصبا
نعم قد صبا لمّا رأى الظبي آنسًا … يميل كغصن البان يعطفه الصبا
أدار التفاتًا عاطلُ الجيد حاليًا … وفي لحظه معنى به الصب قد صبا
ومزق أثواب الدجى وهو طالعٌ … وأطلع بدرًا بالجمال محجبا
جرى حبّه في كل قلب كأنّما … تصور من أرواحنا وتركبا
ترقرق ماء الحسن في نار خده … فذاب فؤادي في هواه تلهبا
وأبدى عذار الخد رقمًا مذهبًا … فرحت أرى شرع المحبة مذهبا
فلله ما أبهى محياه باسمًا … وأحلا رضاب الثغر في الثغر مشربا
وعاتبني والحب حلوٌ عتابه … فهمت به في تيهه متعتبا
وألقى إلى سمعي حديثا كأنه … جنى النحل أو أحلى مذاقا وأطيبا
ويقنعني أني أرى الحسن سافرًا له … وإن لاح لمع البرق من جانب الخبا
ويعذب لي في الحب مرُّ عذابه … وأرضى إذا ما رحت في الحي مغضبا
وما زلت مأسور الغرام متيمًا … فسلني تجد صبًا خبيرًا مجربا
وله:
أكاتبكم وأعلم أن قلبي … يذوب إذا ذكرتكم حريقا
= طبقات الحنابلة: (٤/ ٤٢٦ - ٤٢٩)، طبقات الأولياء: (٥١٤ - ٥١٥)، الدرر الكامنة: (٣/ ٩ - ١١)، المنهل الصافي: (٧/ ٦٧ - ٦٨)، المقصد الأرشد: (٢/ ٢٢)، درة الحجال: (٣/ ٦٨ - ٦٩)، شذرات الذهب: (٨/ ٨٨)، البدر الطالع: (١/ ٣٧٥ - ٣٧٦)، الأعلام: (٤/ ٦٨).