بكتها المعالي والمعالم جهدها … فلهف المعالي بعدها والمعالم
سعيد صعيد لم ترمه قراره … وأعظم بها بين العظام الرمائم
كأن دمًا أذكى أديم ترابها … وقد مازجته الريح مسك اللطائم
يشق على الإسلام إسلام مثلها … إلى خامعات بالفلا وقشاعم
كأن لم تبت تغشي السراة قبابها … ويرعى حماها الصيد رعي النَّواسم
سفحت عليها الدمع أحمر وارسًا … كما تنثر الياقوت أيدي النَّواظم
وسامرت فيها الباكيات نوادبًا … يؤرقن تحت الليل ورق الحمائم
وقاسمت في حمل الرزية قومها … وليس قسيم البر غير المقاسم
فوا أسفًا للدّين أعضل داؤه … وأيأس من آسٍ لمسراه حاسم
ويا أسفا للعلم أقوت ربوعه … وأصبح مهدود الذرى والدَّعائم
قضى حامل الآثار من آل يعرب … وحامي هدى المختار من آل هاشم
خبا الكوكب الوقَّاد إذ خنع الضحى … ليخبط في ليل من الجهل فاحم
وخابت مساعي السامعين حديثه … كما شاء يوم الحادث المتفاقم
فأي بهاء غار ليس بطالع … وأي سناء غاب ليس بقادم
سلام على الدنيا إذا لم يلح بها … محيَّا سليمان بن موسى بن سالم
وهل في حياتي متعة بعد موته … وقد أسلمتني للدواهي الدواهم
فها أنا ذا في خوف دهر محارب … وكنت به في أمن دهر مسالم