وإن ير من آثاره أثرًا هملت له من غروب المقلتين سجال
كحالي وقد أبصرت نعلًا مثالها … لنعل النبي الهاشمي مثال
عراني ما يعرو المحب إذا بدا … لعينيه من مغنى الأحبة آل
فقبّلت في ذاك المثال معاودًا … أرى أن ذلي في هواه جلال
ومثلته نعلَ الرسول حقيقةً … وإني لأدري أن ذاك محالُ
ومن سنّة العشاق أن يبعث الهوى … مثالٌ ويقتاد الغرام خيال
ولا فرق إلا أن حبَّ محمدٍ … هدىً والهوى في من عداه ضلال
وحضر الغزاة بأنيشة، واستشهد مقبلا غير مدبر، ﵀، ضحى يوم الخميس العشرين من ذي الحجة، تمام شهور سنة أربع وثلاثين وست مئة.
ومولده خارج مرسية أول ليلة الثلاثاء، مستهل شهر رمضان، سنة خمس وستين وخمس مئة، وكان يقول: إنه منتهى عمره لرؤيا رآها في صغره.
ورثاه الأبار بقصيدته، أولها وهي قوله: شعر
ألما بأشلاء العلا والمكارم … تقدُّ بأطراف القنا والصَّوارم
وعوجا عليها مأرَبًا وحفاوةً … مصارع غصت بالطلا والجماجم
نُحييِّ وجوها في الجنان وجبهة … بما لقيت حمرًا وجوه الملاحم
وأجسادَ إيمان كساها نجيعها … مجاسد من نسج الظُّبا واللهاذم
مكرمة حتى عن الدفن في الثرى … وما يكرم الرحمن غير الأكارم
هم القوم راحوا للشهادة فاغتدوا … وما لهمُ في فوزهم من مقاوم