لئن قصّرت أيام قربي منكمُ … فَحُزني وأيام البعاد تطول
فوا أسفي مالي إلى الصّبر عنكم … ولا لي إليكم ما حييت وصول
بكيتكم حتّى تحدّر جاريًا … من النّيل من فيض المدامع نيل
يذكرني العاصي شؤوني وما عصت … لعمري إلا أن يلوم عذول
وهل ينثني جفن جواد يحثه … مدى الدّهر قلب بالسلو بخيل
فيا دمع لا تخذل جفوني إنها … تخفّف حرّ الدمع وهو ثقيل
أأحبابنا مالي إذا ما ذكرتكم … وما أنا ناسٍ غال صبري غول
وإن شام برق الشام طرفي وشمّرت … على البعد منه للظلام ذيول
تدارك قلبي أن يطير صبابة … بنار كأنبوب اليراع نحيل
وخُيّل لي أن السّيوف بنحوه … سُلِلْن وإني بينهن قتيل
تراكُم علمتم أن طرفي بعدكم … برعي الدّراري في الظلام كفيل
أنادم من أفق السماء نجومه … وكأسي وشدْوِي مدمعٌ وعويل
وما كان من قبلي وقبل جذيمة … فدَيْتكم للفرقَدَيْن خليل
ووالله ما يسلي فؤادي عنكمُ … نديماه قدما مالك وعقيل
أأحبابنا كنتم نجومًا فغِرتمُ … فما لكمُ إلا النجوم بديل
لئن أقفَرت منا الديار ومنكم … وأمست مغانيهنَّ وهي طلول
فإن لنا في آل منقد إسوةٌ … يهون لديها الخطب وهو حؤول