فما دماء العِدى لاحت بصفحتها … في حومة الحرب لكن حمرة الخجل
لا تُخدعنّ بأطراف الرّماح فما … نجل الجراح سوى كالأعين النجل
تُصيب بالرّمى أغراض القلوب إذا … رنت وما كل رامٍ من بني ثُعَل
إن كان في سقمها للعاشقين شفا … فربّما صحّت الأجسام بالعلل
وله يمدح بني منقد بقوله: شعر
خليليّ هل ريح الشمال شمول … صفت أم نسيم كالنسيب عليل
كأنّي وما أسقيت خمرًا إذا سرت … بنعمان غصن يستوي ويميل
فإن تك قضبان الأراك يميلها … نحولٌ ففي جسمي الغداة نحول
وإن بقلبي للنّسيم حرارةً … على أنه رطب المهبّ بليل
ولو لم يكن وجدي هو النار لم يهج … بصدري من حرّ الرياح غليل
كأن فؤادي بارقٌ في خفوقه … له من جفوني بالدموع سيول
أأحبابنا ما بال طيف خيالكم … بعيد على أن الهجوع قليل
فإن قيل من فرط الملال لوصلنا … فما زارنا حتى يقال ملول
وإن كان من خوف الظماء ففي الحشا … لعمري مزنٌ جمّة وهمول
أأحبابنا بين البقاع وشيزر … ألا هل إليكم ما بقيت سبيل
تلفّت من أقصى الصّعيد لكي أرى … دياركم إني إذًا لجهول
وهيهات من دون العواصم للّذي … بأسوان وجدٌ دائم وذميل