للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وله رسالة أخرى في المعنى، منها قوله: ثم ردف الخطب الثاني بقاصمة المتون، وقاضية المنون، ومضرمة (١) نار الشجون، ومدرية ماء الشؤون، وهو الحادث في بلنسية درّة النحر، وحاضرة البرّ والبحر، ومطمح أمل السيارة، ومطرح شعاع البهجة والنّضارة، أودى الكفر بإيمانها، وأبطل الناقوس صوت أذانها، ودهاها الخطب الذي أنسى الخطوب وأذاب القلوب، وعلّم سهم الأحزان أن يصيب، ودمع الأجفان أن يصوب، فيا ثكل الإسلام وشجو الصلاة والصيام، يوم الثلاثاء وما يوم الثلاثاء، يا ويح الداهية الدّهياء، ويا حيرة الأقدام عن موقف العزاء، أين الصبر وفؤادي أنسيه لم يبق لقوسه على الرمي سيه.

وقال:

هيهات يعود ما مضى من أنسيه … من بعد مصابٍ حل في بلنسيه

يا طول هذه الحسرة، ألا جابر لهذه الكسرة، أكل أوقاتنا ساعة العسرة، أخي أين أيامنا الخوالي، وليالينا على التوالي، ولاية عيش نعم بها الوالي، ومسندات أنس يعدّها الرواة من العوالي، بعدًا لك يا يوم الثلاثاء من صفر، ما ذنبك بشيء عندنا مغتفر، أشمّت بالإسلام حزب من كفر، من أين لنا المفرّ كلّا لا مفر، كل رزء في هذا الرزء يندرج، وقد اشتدت الأزمة قل لي متى تنفرج، كيف انتفاعنا بالضحى والأصائل، إذا لم يعد ذلك النّسيم الأرج، ليس لنا إلا الرضى والتسليم، بما قضاه الخلّاق العليم (٢).

شعر:

ما بال دمعك لا يني مدراره … أم مال قلبك لا يقرّ قراره


(١) في الأصل: ومظلمة.
(٢) انظر الرسالة في الروض المعطار: (٩٨ - ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>