للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال أبو الفرج الأسفرائيني: كان الحافظ أبو بكر معنا في طريق الحجّ، فكان يختم كل ليلة ختمة إلى قرب الغياب، وكان يقرأ قراءة ترتيل، فيجتمع عليه الناس وهو راكب، ويقولون له: حدّثنا، فيحدثهم.

وقال عبد المحسن بن محمد بن علي: كنت عديل أبي بكر الخطيب من دمشق إلى بغداد، فكان له في كل يوم وليلة ختمة.

وقال مسعود بن محمد: سمعت الفضل بن عمر النسوي يقول: كنت في جامع صور عند الخطيب، فدخل عليه بعض العلويين وفي كمّه دنانير، وذكر له بعض المحتشمين من أهل صور، وقال: هو يسلّم عليك، وأرسل إليك هذه الدنانير لتصرفها في بعض مهمّاتك، فقال الخطيب: لا حاجة لي فيها وقطّب وجهه، فقال له العلوي: فتصرفها إلى بعض أصحابك، فقال له: يصرفها إلى من يريد، فقال: كأنك تستقلّها، ونفض كمّه على سجادة الخطيب، وقال: هذه ثلاث مئة دينار، فقام الخطيب محمرّ الوجه، وأخذ السجادة، ونفض الدنانير وخرج، فما أنسى عزّ خروج الخطيب وذلّ العلوي وهو على الأرض يلتقط الدنانير يجمعها (١).

وقال أبو نصر محمد بن سعد المؤدب: سمعت أبي يقول: قلت للخطيب عند لقائي له: أنت الحافظ أبو بكر؟ فقال: انتهى الحفظ إلى الدّارقطني، أنا أبو بكر ابن علي.

وقال محمد ابن الحافظ (٢): كان الخطيب من ذوي المروءات، حدّثني الخطيب


(١) انظر الخبر في: معجم الأدباء: (١/ ٣٩١ - ٣٩٢)، تاريخ الإسلام: (٣١/ ٩٣ - ٩٤)، سير أعلام النبلاء: (١٨/ ٢٧٧ - ٢٧٨)، تذكرة الحفاظ: (٣/ ١١٣٨)، مسالك الأبصار: (٥/ ٥٠٩)، طبقات الشافعية للسبكي: (٤/ ٣٤ - ٣٥).
(٢) هو أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي البغدادي الحافظ، محدث العراق ومسند بغداد، توفي سنة ٥٥٠ هـ. الأنساب: (٣/ ٣٤٩)، تكملة الإكمال: (٣/ ٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>