للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عند الاجتماع به، مع ما فيه من التورّع والتحفظ وصحة التحصيل، ما يحسن لديك ويحمد به عندك منزلته، وأنا أرجو إذا صحّت لديك منه هذه الصفة، أن تليّن له جانبك، وتحتمل منه ما عساه يريده من تثقيل في الاستكثار، أو زيادة في الاصطبار، فقديمًا حمل السلف من الخلف، ما ربّما ثقّلوا به وتوفّروا على المستحق منهم بالتخصيص والتقديم ما لم ينله الكلّ منهم (١).

وقال الأمير أبو نصر ابن ماكولا: سألت أبا عبد الله الصّوري عن الخطيب وأبي نصر السّجزي: أيهما أحفظ؟ ففضّل الخطيب تفضيلا بينًا.

وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: أبو بكر في معرفة الحديث يُنَظّر بالدارقطني ونظرائه.

وقال أبو الوليد الباجي: رأيت الحفّاظ في ديار الإسلام أربعة: أبا ذر عبد بن أحمد، وأبا عبد الله الصّوري، والأرموي، والخطيب البغدادي، وأما الفقهاء فكثير، ثم قال: والخطيب حافظ متقن.

وقال ابن ماكولا أيضًا: الخطيب كان أحد الأعيان ممن شاهدناه معرفة، وإتقانًا، وحفظا، وضبطًا، وتفهمًا في علله، وخِبْرَة برُواته وناقليه، وعلمًا بصحيحه، وسقيمه، وغريبه، وفرده، ومنكره، ومطروحه، ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني من يجري مجراه، ولا قام بعده بهذا الشأن سواه، فقد استفدنا كثيرًا من هذا اليسير الذي نحسنه به وعنده، وتعلمنا شطرًا من هذا القليل الذي نعرفه بتنبيهه منه، فجزاه الله تعالى عنا الخير، ولقّاه الحسنى وجميع مشايخنا وأئمتنا (٢).


(١) انظر نص كلام البرقاني في الجامع لأخلاق الراوي: (١/ ٣٠٨ - ٣٠٩)، تاريخ دمشق: (٥/ ٣٦).
(٢) تهذيب مستمر الأوهام لابن ماكولا: (٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>