البساسيري ببغداد في سنة خمسين، وقبض على الوزير، استتر الخطيب وخرج إلى الشام، وصار يتردّد ما بين صور، ودمشق، وبيت المقدس، يسمع ويحدث ويملي، ثم عاد إلى بغداد، وحدّث بها بالتاريخ الذي صنّفه، وبكتاب السنن، وغيرهما.
وكان قد سمع ببغداد أبا الحسن ابن رزقويه، قال ابن نقطة: وهو أول شيخ سمع منه الحديث (١)، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، وأبا عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، وأبا الحسين محمد بن الحسن بن الفضل القطّان، وعلي بن محمد بن عبد الله بن بِشْران، وأخاه أبا القاسم عبد الملك، وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحُرْقي، وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان، وأبا عمرو عثمان بن محمد بن دوست العلّاف، وأخاه أحمد، وخلائق، وبالبصرة، وهمذان، والريّ، والعراق، من خلائق، وبأصبهان الحافظ أبا نعيم، وغيره.
روى عنه من مشايخه جماعة، منهم: أبو الحسن ابن رزقويه، وأبو القاسم الأزهري، وأبو بكر البرقاني، وعبد العزيز الكتّاني.
وروى عنه من أقرانه: أبو عبد الله الصّوري، وأبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء الدِّمَشْقي، والفقيه نصر المقدسي، وأبو المظفّر النسفي، وأبو علي ابن البنّا، وأبو نصر ابن ماكولا، وغيرهم، وآخر من حدّث عنه: أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي.
كتب البرقاني مع الخطيب كتابًا إلى أبي نعيم الحافظ، وكتب فيه: وقد توجّه إليك أخونا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ليقتبس من علومك، ويستفيد من حديثك، وهو بحمد الله ممن له في هذا الشأن سابقة حسنة، وقدم ثابت، وفهم فيه حسن، وقد رحل فيه وفي طلبه، وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله الطّالبين له، وسيظهر لك منه