قد أسكرتْ رشفاتهُ … لكنها كالشَّهد حلوه
ومنها أيضًا في المدح قوله: شعر
لك كلُّ وصفٍ يجعلُ السكيت مُنطلقًا مفوَّه
أدبٌ وأَحسابٌ وإحسانٌ ونخوه
شعري إليكَ حثثته … فأتى رقيقَ اللفظ نضوه
وأتَتْ قوافيه على … أعقابهِ فأتت بقوَّه
وقد اعترفتُ بفضلكَ لا بإكراهٍ وسطوه
ووفيته جهرًا ولو … أخفيتهُ لأتاك رشوه
ونظم ابن السوسي ما لا يناسب شعره، فتركتهُ.
وأنشدني أبو الحسن علي بن إبراهيم الجزري، قال: أنشدني يونس المذكور لنفسه قوله:
لو تودَّان للمشوق شفاءا … لن تريدا غير اللِّوى إلواءا
إن هذي البقاع كانت لأسماءَ قديمًا فأصبحت أسماءا
قد رأى هذه الرُّسوم ديارًا … من رأى رسمَ أعْظُمي أعضاءا
حيَيَّاها فإن أهاجت بكاءً … يمنعُ النُّطق فابعثا إيماءا
أسْعِداني إن تستطيعا وإلَّا … فذراني أعدُّ ذلك وفاءا
كل يومٍ لمهجَتي يحدثُ البينَ مدى الدَّهر غارةً شعواءا
ودموعًا توابعًا لدموع … وزفيرًا يعاود الأحشاءا
صاحِ إن الغَضَى ليطفي بإذني … من دُموعي بل ليسَ ذا الدَّمع ماءا