أناظرهُ في الهجر كيف استباحه … فيذكرُ نصَّ الحسن لي فأسلِّم
ولما تولَّى الخدَّ والي عذاره … رفعتُ إليه قصَّتي أتظلَّم
فوقَّع فيها طرفه بصبابتي … وقال لي السِّلوانُ شيءٌ محرَّم
أتلبسُ ثوب الخدِّ إذ كان ساذَجًا … وتخلعُه لمَّا غدا وهو مُعْلَم
وله:
دعني فإنِّى بالملول المائل … فيسوغُ عَدْلي في الغرام لعاذِلي
شكوايَ من خدٍّ بحسنٍ شائفٍ … وبلائي من جَفْنٍ بسحر بابلي
نقبٌ ترينا أوجها كأهلَّةٍ … وترى الجُسومَ غلائلًا كجداول
لا تتركنَّ ظفائرًا قد أسبلت … فالسَّيف أحسنُ ما يرى بحمائل
كم أحملُ الهمَّ الثقيل لوادعٍ … وأجودُ بالودِّ المصون لباخل
أسلامةً أرجو لقلبٍ طائرٍ … نصبت له عيناكَ كفَّةَ حابل
ملْ بالشُّمول إلي سوايَ فإنني … قد بلبلتْ لُبِّي بحُسن شمائل
فمتى أفيقُ ونشوتي من ظلمها … ومتى أبُل ونفثتي من بابلي
بيضاءَ حُلّتها نضارةُ أبيضٍ … قاني النَّجيعُ به وأسمر ذابل
لا تتركنْ جسدًا سلبت فؤاده … سلبُ القتيل محلَّلٌ للقاتل
قال ابن سعيد: وأنشدني له بعض أقاربه من مُلَحه، قوله أيضًا: شعر
صديقٌ قال لي لما رآني … وقد صليتُ زهدًا ثم صمتُ
على يد أيِّ شيخٍ تبتَ قل لي … فقلتُ على يد الإفلاس تبتُ (١)
(١) الغصون اليانعة: (٢٥).