أصمى قُلوب العاشقينَ طرفه … ظلمًا بما فوَّق من سهامه
يا جفنه رفقًا بصبٍّ مدنفٍ … سقمكَ أضحى الأصل في سقامه
وأنتِ يا أعطافه هل عطفةٌ … على مشُوق القلب مستهامه
من لي بمن في خدِّه ماء الحيا … فوق لهيبٍ دام في اضطرامه
كم ليلةٍ أسكرني بريقه … أغنت بكأس الثغر عن مدامه
وبتُّ لا أفرقُ من حرَّاسه … إذ فرقُهُ أبدى دُجى ظلامِه
وبيننا طيبُ عناقٍ طالما … ألزمني شَوقيَ بالتزامهِ
هذا هو العيش الذي وددتُ … إن ساعَدني الدَّهر على دوامه
تلك ليالٍ بل لآلٍ أشرقت … جيدُ زمانٍ كنَّ في نظامه
وله:
لا تسألنْ في الحبِّ عن أشجانهِ … فشأنه مخبِّرٌ عن شانِه
وإن يكن ما فاهَ بالشكوى فقد … أغنى لسان الدمع عن لسانه
يا عاذِل المشتاق في أمر الهوى … دعه فليس الصَّبرُ في إمكانه
فارقَ من يوم الفراق قلبهُ … فليتَ لو عاد إلى أوطانه
أطنبَ لما أن رأى رسمًا عفا … أنكر ما قد كان من عرفانهِ
صبٌّ بغزلانِ النَّقا وكلُّ من … حلَّ النَّقا يصبو إلى غزلانه
ما أنْ لهُ من مشبهٍ في حسنه … ولا لصدرِ الدِّين في إحسانه
وخرج إلى المدح.
وقال يمدح الأمير سيف الدين قليج قصيدة، أولها قوله: شعر