قضى حبُّهُ أن لا تطاع عواذلهُ .... وهل يرْعَوي للعذل والحبُّ شاغله
محبٌّ يحل الوجد عقدُ اصطباره … إذ البين شُدَّت للفراق رواحله
أأحبابنا إن ألَّف الدَّهر شملنا … تحلَّى بلقياكم من العيش عاطله
نأيتُم فلولا ما تقربه المنى … لقلبي عليكم ما استقرَّت بلابله
وأهيفُ يحكي الغُصْنَ لين قوامه … وتفعل أفعالُ الشَّمول شمائله
يلينُ إلى أن يجرح الوهم جسمه … وتعرقُ في ماءِ النَّعيم غلائله
إذا ما بَدَا من شعره في ذوائبٍ … رأيتُ غزالًا لم ترعْهُ حبائله
رَنا فانثَنى من لحظ عينيه صارمٌ … عذاراه عند النَّاظرين حمائله
رماني فأصْمَى نبلُ عينيه مُقْتلي … فرقُّوا لصبٍّ قد أصيبَت مقاتله
وقدم إلى قنا من مدن قوص، ومدح بها الشيخ العارف أبا يحيى ابن شافع، بقصيدة مطولة، وهي هذه، أولها قوله: شعر
دَعْنِي فما نُصحك لي بنافعي … أمرتَ بالسّلوان غير طائع
خلِّ ملامي في الهوى فإنَّني … لستُ لما تقولُه بسامع
أستودعُ الله الذي أودعتهُ … قلبي وإن فرَّط في الودائع
أودعني يوم الفراق لوعةً … تضرمُ نار الوجد في أضالعِي
تُرى متى يرجع لي عيش مضى … هيهات ماعيش مضى براجع
يا زمني بالخيف لم يُبق المنى … بعدكَ للنَّفس سوى المطامع
ما زار طَرْفي طيْفَ جيران الحمى … وهل يزورُ الطَّيف غيرَ هَاجِع
مالي وللأيام ما رُمتُ بها … قَصْدي إلا عرَّضت بمانع