تخشى الظِبى والظُبا من فتك ناظره … وإن تثنَّى فلا تسأل عن الأسل
لا واخذ الله عينيه فقد نشطت … إلى تلافي وفيها غاية الكسل
ترمى القلوب فما تدري أقام بها … هاروت أم ذاك رامٍ من بني ثعل (١)
هذا الغزال الذي راقت محاسنه … فلا عجيب عليه رقة الغزل
لما تواليت من وجدٍ ومن شغفٍ … تحقّق الناس أني مغرم بعلي
وأنشدنا أيضًا لنفسه في فتح عكّا، قوله شعر:
لا تعجبوا للمناجيق التي رشقت … عكّا بنارٍ وهدّتها بأحجار
بل أعجبوا بلسان النار قائلة … هذي منازل أهل النار في النار
قال: وأنشدنا لنفسه يهجو، قوله شعر:
رأيت الشهاب وقد ظل في … قفا الفتح من طرب نازلا
وما برح البحر من دأبه … طوال المدى يلطم السّاحلا
وله القصيدة العدلانية المشهورة، وشُكِي بسببها إلى أمير موسى بن الصّالح، فأحضره، وأنشد القصيدة بحضرة المهجوّ، فضربه، وشاعت بذلك الإنشاد، واشتهرت بذلك الضرب في البلاد.
وله القصيدة السّينية التي أولها:
ترى يسمع السلطان شكوى المدارس … وأوقافها ما بين عافٍ ودارس
(١) يشير إلى بيت امرئ القيس المشهور: رُبَّ رَامٍ من بني ثعل … مخرج كفّيه من ستره. انظر ديوانه: (١٠٠).