للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحدّث بشيء من شعره، سمع منه الفضلاء: شيخنا أثير الدين أبو حيّان، والشيخ فتح الدين ابن سيّد الناس، وجماعة.

وكان متنقلًا في البلاد، قاصدًا غير طرق الرّشاد، والله لا يحب الفساد.

أنشدني الشيخ أبو حيّان، أنشدني الشارمساحي لنفسه بثغر دمياط قصيدة يمدح فيها، منها قوله، شعر:

محجّبةٌ بين الترائب والحشا … فدمعي لها طلقٌ وقلبي بها رهن

وحال الهوى ما ليس يدرك كنهه … وهل هو وهمٌ يعتري القلب أو وهن

ومسلكه بالطرف سهلٌ وإنما … له منهج أعيا القلوب به حَزن

لديه الأماني بالمنايا مشوبةٌ … وفيه الرجا واليأس والخوف والأمن

وكم مهلك فيه يقين لعاشق … ومطلبه من دونه في الورى ضنُّ

به عرف المعروف والجود والسخا … وفيه إذا ظن الحيا يصدق الظن

به ثغر دمياط تبسم فرحة … وإن كان في محل بسكانه حُزن

ومن عجب أن يوجد المحل فيهم … وفيهم جوادٌ دون أندائه المزن

أيا حرمًا للأنس فيه معرِّسٌ … مقامٌ له المسعى وللملتجي ركن

تطوف به الآمال في طلب الصفا … فزمزمه عذب وجناته عدن

مشتّت شمل المال جودًا ابن لنا … أبينكما قد كان في ما مضى ضغن

وكفُّك بحرٌ والمكارم موجه … وقد لجَّجت فيه لآمالنا سفن

قال الشيخ: وأنشدني أيضًا لنفسه بشارمساح من أبيات شعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>