يعتاض من حرِّ أنفاسي تلهُّبه … ثم استقل ولب في طيِّه حُرق
يا لامع البرق أما لحت معترضًا … لا تستقرَّ كقلب هزَّه الفرق
إني أخال خفوقًا منك عن عجل … يهدي وقلبي لا يهدا به القلق
ويا نسيم الصبا هل لَبْثةٌ بربى … نجدٍ على غفلة الواشين تتفق
وسلْ أهيليه عن قلبي وما صنعوا … به فإني بما ترويه لي أثق
وعُد إلي بما ضُمَّنت من خبر … وفي دجى الليل في ظلمائه رمق
ومِلْ إليَّ دُوَين القوم مستترًا … كي لا ينمّ علينا نشرُك العبق
أبثكم إنَّ لي من بعدكم كبدًا … أمست إليكم بنار الشوق تحترق
أهوى المنام لمسرى طيفكم كلفًا … به عسى مقلتي بالطيف ترتفق
وهل يخوض الكرى جفنا تقسَّمه … كما يشاء الغرام الدمع والأرق
إنْ أحتكم أنا والأشواق نحوكم … يشهدْ بدعواي جفن من دمي شرقُ
لا تسمعوا فيَّ أقوال الوشاة ولا … تصغوا سماعًا لما قالوه واختلقوا
قالوا ثنته الليالي في تقلِّبها … عن حبّكم فتناساكم وما صدقوا
وله:
يعيذك من نار حوتها ضلوعه … مشوق أحاديث البُعاد تروعه
بعدت فلما يعرف النوم جفنه … ولم يدر هل كان السكون يريعه
وكيف يلذ العيش بعدك من غدا … من العمر في محلٍ وأنت ربيعه
وها نَبْتُ فوديه يلوح مصوَّحًا … وتبدو كمبيّض الهشيم فروعه