قرأ القراءات على عبد الصمد بن أبي رجاء البلوي، وغيره.
وسمع الكثير بالمغرب، وقدم مصر، فسمع بها من جماعة، وبالشام، والحجاز، وقوص.
وجدَّ في طلب الحديث والسماع، وبرع فيه، وكان بصيرًا بهذا الشأن، عارفًا بعلومه.
وجاور بمكة، وأقام بها إلى حين وفاته.
وجمع "معجمًا" في ثلاث مجلدات، وهو كثير الفوائد، حسن التراجم، ممتعٌ، إلا أنه لا يكاد يذكر أحدًا من الأعيان إلا ثَلَبه أو نقص من قدره أو نبزه.
ولما ترجم الحافظ أبا محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري لم يذكر من تعظيمه ما يستحقّه، ولا وفَّاه ما يقتضيه حقُّه، فغضب جمعٌ من أصحاب المنذري من فعله، ورماه كل منهم بنَبْلِه، وحطَّ من قدره ونُبْلِه، فلم يجد منهم سبيلًا إلى الخلاص، والدنيا دار قصاص.
قال صاحبنا الشيخ أبو الفتح محمد بن محمد اليعمري: قال لي الحافظ عبيد الإسعردي: خرّج أبو بكر ابن مَسْدي للشيخ بهاء الدين ابن بنت الجميزي حديثًا من الجزء الرابع من "فوائد حديث المحاملي" من رواية شهدة، ولم يعرف أن ابن الجميزي