للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أراد لقاكمُ إنسان عيني … فمدَّ له المنام عليه جسرا

فقلت: إيه، فأنشد وقال: شعر

ولما أن رأى إنسان عيني … بصحن الخدّ منه غريق ماء

أقام له العذار عليه جسرًا … كما مدَّ الظلام على الضياء

فقلت: أعد، فأعاد، وقال: حسبك لئلا تكثر عليك المعاني فما تقوم بحقِّها، وأنشد وقال: شعر

هات المدام إذا رأيت شبيهها … في الأفق يا فردًا بغير شبيه

فالصبح قد ذبح الظلام بنصله … فغدت تخاصمه الحمائم فيه

قال: وكان قد تهتك في علج لابن هود، ولكثرة انهزام ابن هود ربّما انهزم مع العلج، وفيه يقول: شعر

ألفتُ الحرب حتّى علمتني … مُقارعة الحوادث والخطوب

ولم أر عالمًا وأبيك حربًا … بغير لواحظ الرشأ الرّبيب

فها أنا بين تلك وبين هذي … مصابٌ من عدوٍّ أو حبيب

ولما هرب بالعلج إلى سبتة، أحسن إليه القائم بها أبو العبّاس السبتي، فلم يقنع بذلك الإحسان، وصار يأتي بما يوغر صدره، فقال أبو العباس يومًا في مجلسه: أنا رميت مرّة بقوس فبلغ السّهم كذا، وذكر أمدًا بعيدًا، فقال ابن طلحة لشخص بجانبه: لو كان قوس قزح ما بلغ كذا، فشعر به أبو العبّاس، فأسرّها في نفسه، ثم بلغ أنه هجاه بقوله، شعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>