والمتنبّي والبحتري، وفي عصركم من يهتدي إلى ما لا اهتدوا إليه، فقال له شخص فيه قحةٌ وإقدام: يا أبا جعفر ما أظنك تعني إلا نفسك، فقال: نعم، فقال: فأرنا برهان ذلك، فقال: ولم لا وأنا الذي أقول ما لم يتنبَّه له متقدِّم ولا يهتدي لمثله متأخر، ثم أنشد شعر:
يا هل ترى أظرف من يومنا … قلَّد جيد الأفق طوق العقيق
وأنطق الورق بعيدانه … مرقصة كل قضيب وريق
والشمس لا تشرب خمر النّدى … في الأرض إلا بكؤوس الرحيق
قال: فلم ينصفوه في الاستحسان، وردّوه في الغيظ إلى أضيق مكان، فقلت له: يا سيّدي هذا هو السّحر الحلال، فبالله إلا ما زدتني من هذا النّمط، فأنشد وقال قوله: شعر