للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على أصول فقه، وأصولين (١)، ومنطق، وخلاف.

ودرَّس بالمشهد الحسيني بالقاهرة، وأعاد بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي، فلما ولي التدريس الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد عزل نفسه، وقال: بطن الأرض خير من ظاهرها.

وكان لما ورد الشيخ علي الكردي قوص، اجتمع به وصحبه، وصار يحمل على يده مأكولا ويمشي به إليه، ثم عزل نفسه، وبلغني أنه حين سافر من قوص، اقترض عشرين درهمًا حتى تزوَّد بها، وكان مع تقشفه فيه لطافة.

حضر إليه نجم الدين أحمد بن ناشي نائب الحكم بقوص، وقال له: إن فلانًا هجاني، وأنا أطلبه ليضربه سيدنا، فقال: يا نجم الدين، لا ما نبقى اثنين.

وخاطَب بعض الطلبة ظانًا أنه شخص، فقال: أنا فلان، فقال: ﴿إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾ (٢).

ولم يكن له اشتغال بالحديث، فقال في الاستدلال لِما روى وائل بن حجر، فقال: جُحْر حُجْر، صحابي والسلام.

ويذكر المصريون عنه أنه كان يصحف في القرآن، وأنه قرأ: ﴿المص﴾ (٣) فقال: المُصْ، وشيخنا أثير الدين ينكر ذلك ويعظمه.

وقد قيل فيه: إنه لم يرد من العجم من المتأخرين أكمل منه علمًا ودينًا وسلامة في العقيدة.

حكى الخطيب عبد الرحيم السمهودي، قال: قلت له يومًا: يا سيدي، هذا الذي يقول: إن في الناس من يمشي على الماء، ويطير في الهوى، ويكاشف في بلاد بعيدة وهو


(١) كذا في الأصل، ولعل صوابه: وأصول دينٍ.
(٢) سورة البقرة: من الآية ٧٠.
(٣) سورة الأعراف: الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>