للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

منه، وإن لم يقدر وزنه من ماله، فسكت القاضي، ثم، قال لذلك الرئيس: كيف نعمل؟ جئت صحبة هذا الشيخ، لولا حضوره يا أسود كنت أضربك بالدرة حتى تحمرَّ، لكن حضورك مع الشيخ منعني.

هكذا حكى لي الخطيب ضياء الدين منتصر خطيب إدفو.

وسمعته أيضًا يحكي عنه أنه قال: أهل ديار مصر قليلونَ الهمَّة، أنا أقمت خمس سنين أدرس الماء والخبز وأشباه ذلك.

وحكى لي الخطيب أيضًا عنه أنه قال: قد اشتغلت بالعلم في عراقي العرب والعجم، فلم أر من يطلب العلم لله إلا رجلين، أحدهما: كان مدرسًا، وكان عنده بعض الطلبة، فإذا فرغ المدرس من درسه، قام وجلس بين يدي ذلك الطالب، فيقرأ عليه، وصاحبكم هذا يعني: الشيخ مجد الدين ابن دقيق العيد.

وكان وقورًا، إذا أخذ لا يلتفت، ولا يعبث، ولا ينزعج، وكان متصدّيًا للإشغال.

قرأ عليه العلماء والفضلاء، اشتغل عليه بقوص الأشياخ: أبو العباس الدشناوي، وهبة الله القفطي، والنجيب بن مفلح، وعبد العزيز بن المفضل الأسواني.

وكان الشيخ تقي الدين القشيري يحضر مجلس إقرائه.

وقرأ عليه بقوص الشمسان الجزريان الخطيب والمحوجب، وقرأ عليه بمصر خلائق.

قال لي القاضي نور الدين الإسنائي: اشتغلت عليه بالأصول مدة، ثم أردت أن أقرأ عليه فلسفة، فقال: لا، حتى تمتزج بالشرعيات امتزاجًا جيدًا.

وصنَّف تصانيف، منها: "شرح المحصول" (١)، ولم يكمله، و"القواعد" (٢)، مشتمل


(١) سماه: الكاشف عن المحصول، طبع بدار الكتب العلمية ببيروت سنة ١٩٩٨ م، تحقيق: علي معوض وعادل عبد الموجود.
(٢) له نسخة بخزانة ولي الدين جار الله بإستنبول رقم ٨٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>