ويكتم ما يجود به حياءً … وريح المسك لا يخفيه كاتم
لو امتنعت يداه عن العطايا … لما قامت بنائلها الغمائم
فإن تَحْلل بساحته الأماني … فإن الطير حيث الورد حائم
أمُدَّخر المحامد كالدَّراري … يزين بها عقود الدرِّ ناظم
تلوذ الناس منك بأريحيٍّ … يرى حتما عليه جود حاتم
فيرجع كل ذي أملٍ بنعمى … يرى مقدارها فوق النعائم
ويقصد باب غيرك للمعالي … فيخفق منتدى تلك المعالم
هم لمع السراب بلا ورودٍ … سوى التهجير في لفح السمائم
وخُلَّب برقهم لا شيءَ فيه … سوى ما غرَّ من طمع لشائم
وما وعدوا فلا تكُ ذا احتفالٍ … بما وعدت به أحلام نائم
فخابت من مؤملهم ظنونٌ … مغانمها إذا عدَّت مغارم
وسار بلا قوائم من رجاهم … لمكرمةٍ وصار بلا قوادم
وأنت بكل عارفة كفيلٌ … تقوم بها فمالك من مقاوم
حماك الله ما تخشى وأودى … بمن تشنى وسالمَ من تسالم
وجنبك الرَّدى وبقيت تسمو … سموَّ الفرقدين بلا مزاحم
مدى الأيام ما سحَّت سحابٌ … وما غنَّت بدوحتها الحمائم
ومن نثره يحل به قول أبي عبادة البحتري في البيت الذي هو قوله:
وليلة حوَّمنا على العيس أرسلت … بطيف خيالٍ يشبه الحق باطله
فقال في حله: