للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وبالجملة فكان من الأفاضل والأدباء الأماثل، اجتمعت به كثيرًا، وسمعت منه آدابًا يفوق نشرها عبيرًا، وله نظم بديع ونثر، إذا سمعه المنازع عاد وهو مذعن مطيع.

ومن نظمه ونقلته من خطه مما كتب به إلى ابن عمه، قوله: شعر

تمنَّاها وما عقد التمائم … وشاب وحبُّها في القلب دائم

وحُكِّم لحظها فقضى عليه … فأين مجيره من جور حاكم

وطارحها الغرام بها فقالت … علمت فقلت ماذا فعل عالم

معللة المتيِّم والغواني … حبالُ وعودها أبدًا رمائم

أما لي في وصالك من نصيبٍ … ولا لك في عذابي من مساهم

ولا لي ملجأٌ في الخطب إلا … سليل العمِّ ذو المنن الجسائم

إلى ابن أبي الحسين الحسن يعزى … وثغر الجود عن جدواه باسم

همامٌ بالحروب له اهتمام … بفتكٍ في العدى لا في الغنائم

فيعمل رأيه الماضي شباةً … إذا نبت الأسنَّة واللهازم

ويثبت حيث مشتجر العوالي … ويمضي حيث لا تمضي الصَّوارم

ويا من عنده اللّاجي إليه … ولو حفت بمهجته الضَّراغم

ويقصده السليم فلا يبالي … بما أعياه من سمِّ الأراقم

ومن يك قدره قدرًا عظيمًا … ففي علياه تحتقر العظائم

سما قدرًا بآباءٍ كرامٍ … بهم دنياهم ملئت مكارم

يسر جميله فيذيع عنه … وسرُّ الروض تفشيه النواسم

ويخفيه وعَرف الزَّهر يبدو … وما انشقَّت عن الزهر الكمائم

<<  <  ج: ص:  >  >>