قال: وأنشدنا له أيضًا، قوله: شعر
غير عانٍ من اشتكى ما يعاني … آفة الحبِّ شهوة الإعلان
مُت بداءٍ بين الجوانح يخفى … أثرًا عن توهُّم أو عيان
ليس إلا علاقةٌ من غرامٍ … تحت ستر مُرخى من الكتمان
لا ألوم الوشاة فالدَّمع أولى … بعتابٍ يجفو عن الأجفان
أيها المكثر التجرم والعتب … إلى مَ الإسراف في العدوان
تتجنى ظلمًا على غير ذنب … والتجنِّي أمارة السِّلوان
كلُّ نارٍ لها دخان ونار … الشوق مبثوثةٌ بغير دخان
ويح دهري فما أرى من بنيه … غير واشٍ بالزور والبهتان
إن يفته دمي ببطن يديه … فهو مغرىً بسفكه باللسان
لان مسًّا حتى سكنتُ إليه … مستعزًا من لينة الأفعوان
آخِ وحش الفلاة لتسلم ما … عشت بها من معرة الإخوان
لو صحبت الأسود وهي ضوارٍ … كنت من خوف بأسها في أمان
رُكِّب الغدر في الطباع فما … يُعرف خلق الوفاء في الإنسان
وأخوك القريب من هو … في وُدِّك لا في انتسابه منك داني
فكثيرًا ترى عدوَّين في الناس … وهما عند نسبةٍ أخَوَان
تخبر العين حين تنظر عمَّا … لك في باطن الضلوع الخوان
كل سرٍّ من تحت طيِّ كتابٍ … مستدلٌ عليه بالعنوان
وقوله: