ولا تقل عاجزًا أزرى الخمول به … فربَّما طال باعٌ وهو ذو قصر
قد يجتنى المسك من مسك الغزال … كما يوجد التبر في الحصباء والمدر
أين المجازي على الحسنى بصالحةٍ … صفحت عن أوَّلٍ فاستنَّ بالأخر
تهدي إلى القمر الشمس الضياء به … وما الكسوف لها إلا من القمر
غدا المحلُّ عزيزًا بعد ذلته … تحت التراب بخدٍّ منه منعفر
قاطعت أبناء هذا العصر كلِّهم … فما أعوج على صافٍ ولا كدر
لو أن كل يدٍ يمتاح نائلها … لغاص في كل ماءٍ طالب الدُّرر
يا ضيعة الفضل إن شُدَّت رواحله … إلا إليك ببدوٍ كنت أو حضر
لا تذكروا ما مضى من سالفٍ لكم … ليس الفخار بعظمٍ في الثرى نخر
من لم تسوِّد نفسٌ حرة كرمت … كانت معاقده محلولة الأزر
لكل جارحة في الشخص منزلةٌ … والعين أشرف مقدارًا من الظفر
سمعت عنك حديث المكرمات فما … قنعت مما رواه الناس بالخبر
حتى ضربت خيامي في ذراك فلم … تبقي الغداة على مالٍ ولم تذر
زوَّجت نعماك من كفؤٍ فأصدقها … وشيًا من الحمد لا وشيًا من الحبر
فلستَ مقتصرًا في ما تجود به … ولستُ من شكري النعمى بمقتصر
وأعجب الأمر أن تأتي بمكرمةٍ … جلَّت وتتبعها استعطاف معتذر
تجزي الفتى بثوابٍ عن تكلُّفه … ولا ثياب بطبع فيه مشتهر
وقد خلقت لمعروف فأنت على … طوع انتقالك عنه غير مقتدر
فما لنا نتبارى في الثناء على … أخلاقك السمح أو آلائك الغرر