وبُدِّلت من سكر الشبيبة صحوة … من الشيب قالت للمسرَّة ودِّعي
فطلَّقت لذاتي ثلاثًا ولم يكن لها … رجعةٌ مني إلى يوم مرجعي
ورقّت لي الآصال واعتلّت الصبا … وأبكى حمام الأيك فرط توجُّعي
وبين ضلوعي جمرةٌ لو تصعَّدت … لأحرقت الدنيا فما حال أضلعي
ومن أجل نأي بان عن أيمن الحمى … سقيت فروع الأيك في كل مربع
وما بكت الخنساء صخرًا كما بكت … جفوني صخرًا بين سلعٍ ولعْلَع
به فاض دمعي من عيون طوافح … وأنبتت الصمّاء روضًا بأدمعي
ولم لا تجود العين عهدًا ومعهدًا … به مرتعي عهد الشباب ومربعي
حمته القدود الهيف من آل مالكٍ … وما زال يُحمَى بالوشيح المشرع
وما خفت فيه غير ظبي معمَّم … وما كان فوقي من كمِّي مقنَّع
وله:
وصيَّرت بدر التم إذ غاب مؤنسي … أنيسي وقلت البدر منه قريب
فحجَّبه عني الغمام بذيله … فوا أسفًا حتى الغمام رقيب
وله:
تغنَّت في ذوي الأوراق ورقٌ … ففي الأفنان من طرب جنون
وكم نسمت ثغور الزهر عجبًا … وبالأكمام كم رقصت غصون
وله مما أنشدنيه عنه علي الصوفي الإسنائي المعروف بالقزويني: شعر
أدمشق إن شطَّ المزار فإنَّ لي … قلبًا تخلَّف فيك عن جثمانه