كان فاضلًا ذكي الفطرة، متصرفًا في فنون كثيرة من الفقه والأصولين والنحو والأدب، فصيح العبارة، حلو المحاضرة، كريمًا جوادًا، سمحًا.
أفتى وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، ودرَّس وصنَّف.
سمع الحديث بدمشق من ابن علان، ومحمد بن أبي بكر العامري، وغيرهما، وتفقه بالعلامة عبد الرحمان الفزاري، وقرأ الأصولين على الصفي الهندي، والنحو على أبي عبد الله محمد ابن الشيخ أبي عبد الله ابن مالك.
ودرَّس بدمشق، وقدم مصر، ودرَّس بالمشهد الحسيني بالقاهرة، وبالزاوية المعروفة بابن الجميزي بمصر.
وصنَّف في الحديث والفقه.
وكان مقبول الصورة، محبَّبًا إلى الأمراء، وغيرهم.
وولي الخطابة بجامع بني أمية بدمشق، فقام عليه فضلاؤها وأشياخها فلم يمكَّن منها، وكُتِب عليه محضرٌ، وأثبته قاضي القضاة ابن الحريري الحنفي.
ولما قدم مصر ادَّعى علما كثيرًا، وأفهم الأمراء أنه ليس في مصر مثله، وطلب المناظرة، فحضر الإمام أبو الفتح محمد القشيري، وكان ابن المرحل رتب شيئًا، فقال الشيخ تقي الدين: هذا كلام معبّأ، وقال: يقرأ شخص آية، فقرأ شخص، وأورد الشيخ سؤالًا، فشرع ابن المرحل يتكلم، فانتدب له العز النمراوي، فقال له الشيخ: الزم هذا يا عز، هذا جيدٌ، فانفصل المجلس والصدر مغلوب.
وقد قلت في "الوصايا المهذبة": الشيخ لا يخاشن.
ودرَّس بالمدرسة الناصرية بالقاهرة، وله "ديوان" شعر.
ومن نظمه قوله:
بكيت على فقد الشباب المودَّع … دمًا بعد ما أفنيت دمعي ومدمعي